الإيمان
تعريف الإيمان هو: التصديق والاعتقاد المُطلق بكلّ ما أمر الله -تعالى- به عباده، مع إذعان القلب والجوارح له -جلّ وعلا-
وتجدر الإشارة إلى أنّ الإيمان ينعكس على عمل العبد.
فقد قرن الله -تعالى- في كثيرٍ كم آيات القرآن بين الإيمان والعمل الصالح، منها: قَوْله -تعالى-: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ*الَّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ*أُولـئِكَ هُمُ المُؤمِنونَ حَقًّا لَهُم دَرَجاتٌ عِندَ رَبِّهِم وَمَغفِرَةٌ وَرِزقٌ كَريمٌ)
والإيمان يزيد وينقص بمقدار العمل الصالح، بدليل قَوْله -تعالى-: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ).
أركان الإيمان الإيمان بالله تعالى فُطر الإنسان على الاعتقاد بوجود خالقٍ، وقد بيّن ذلك الله -عزّ وجلّ- بقَوْله: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)،
فالله -تعالى- خالق كلّ شيءٍ، لا شريك معه، ولا مُعين له، واحدٌ أحدٌ مُتفرّد بذاته، مالك المُلك، كلٌ تحت أمره وقُدرته، قال -تعالى-: (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا). فالله له الأمر من قبل ومن بعد، مُتحكّمٍ بالتفاصيل، يعلم ما خُفي، وما ظهر، وما سيكون، مُسيّر الأكوان بعِلمه وجَبروته، قال -تعالى-: (وَعِندَهُ مَفاتِحُ الغَيبِ لا يَعلَمُها إِلّا هُوَ وَيَعلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلّا يَعلَمُها وَلا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأَرضِ وَلا رَطبٍ وَلا يابِسٍ إِلّا في كِتابٍ مُبينٍ)
وقال أيضاً: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)،
ويشمل الإيمان بالله -تعالى-؛ الإيمان بألوهيّته؛ فهو الحقّ المُستحقّ للعبادة دون غيره، إذ قال: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)،
والإيمان بصفاته وأسمائه؛ بفَهْمها، وحفظها، والإقرار بها، ومحبّتها، واستشعار عظمتها.
ومن الجدير بالذِكْر أنّ للإيمان بالله -تعالى- العديد من الثمرات، بيان البعض منها فيما يأتي:
السَّيْر على طريق الصلاح، والخير، والرشاد، وتوجيه الله -تعالى- عباده المؤمنين إلى أفضل الأعمال، وأجودها، قال -تعالى-: (الَّذينَ آمَنوا وَلَم يَلبِسوا إيمانَهُم بِظُلمٍ أُولـئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَهُم مُهتَدونَ)،
وقال أيضاً: (إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ يَهديهِم رَبُّهُم بِإيمانِهِم تَجري مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ في جَنّاتِ النَّعيمِ)،
وتوكيل العباد المؤمنين بخلافة الأرض، والإقامة فيها، وإعمارها، ونَشْر رسالة الإسلام، قال -تعالى-: (وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا).
نَيْل رضا الله -تعالى-، والعيش بأحسن حالٍ، والتمتّع بالبركة وكثرة الخير في الحياة الدُّنيا، والفوز بجنّات الخُلد في الآخرة، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)،
وقال أيضاً: (وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلـكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ).
تثبيت الإيمان في قلوب المسلمين، وزيادته، ونَيْل ولاية الله -تعالى- التي تتحقّق بسببها الطمأنينة في الدُّنيا، والفوز بنعيم الآخرة، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)،
وقال أيضاً: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ).