مساجدنا والمخالفات الشرعية٢
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلاً في سفر أو حرب وبقي فيه مدة اتخذ فيه مسجداً يصلي فيه بأصحابه رضي الله عنهم، كما فعل في خيبر،
هذه أهمية المساجد فى شريعتنا والحديث عن المساجد يطول وذو شجون كيف لا وهى روضة المؤمنين وفيها يذكر رب العالمين ويجتمع فيها المسلمون
الا انه فى هذه السنون المتأخرة ظهرت مخالفات في مساجد المسلمين وقل هيبتها عند بعض الناس حتى ان بعضهم لايقيم للمسجد احتراما , واليكم احبتى فى الله بعض المخالفات الشرعية التي وقع فيها الناس فى هذا الزمان
أول هذه المخالفات وخطرها وأعظمها هى
1- تحويل المساجد الى قبور وقد ذكر العلماء ان المساجد التي تبنى على قبور فحكمها الهدم، لا يجوز بقاؤها ولا أن يصلى فيها؛ لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قالت عائشة رضي الله عنها يحذر ما صنعوا متفق على صحته. وقال عليه الصلاة والسلام: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوها مساجد فإني أنهاكم عن ذلك فبين صلى الله عليه وسلم أن الله لعن اليهود والنصارى بسبب اتخاذ قبور أنبيائهم مساجد، وبين صلى الله عليه وسلم أنه يجب على المسلمين أن يتجنبوا ذلك، وألا يتأثروا باليهود والنصارى في هذا الأمر، فدل ذلك على أنه لا يجوز اتخاذ المساجد على القبور ولا يصلى فيها؛ لأن هذا يفضي إلى الشرك بها وعبادتها من دون الله . ومن هذا ما رواه مسلم في الصحيح عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تجصيص القبر وعن القعود عليه وعن البناء عليه فالقبور لا تجصص ولا يبنى عليها، لا مساجد ولا غيرها، وما ذلك إلا لأن اتخاذها مساجد والبناء عليها من أسباب الغلو فيها، وعبادة أهلها من دون الله، والنذر لهم، والذبح لهم، ونحو ذلك، فلهذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ المساجد على القبور، وأخبر أن الله لعن اليهود والنصارى بأسباب ذلك. فوجب على المسلمين أن يحذروا هذا، وألا يبنوا على القبور مساجد، وألا يبنوا عليها شيئا، لا قبة، ولا حجرة، ولا مسجدا، ولا تجصص؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك.
أما إن كان المسجد قائما من قبل ذلك ثم دفن فيه ميت أو أموات، فهذا الميت أو الأموات ينبشون وتنقل رفاتهم إلى المقبرة العامة، كل رفات توضع في حفرة تخصه، ويسوى ظاهرها كسائر القبور، حتى يبقى المسجد سليما من القبور.
2- من الأشياء التى تهاون فيها كثير من المسلمين هى دخول المسجد بالرجل اليسرى، وقد روى عن أنس بن مالك قال:من السنة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى و إذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسرى،وهذا الحديث إسناده حسن وهو صريح فى الباب. أخرجه الحاكم فىالمستدرك وقال إنه حديث صحيح على شرط مسلم قال الشيخ مقبل بن هادى الوادعى فى حاشيته على المستدرك قال الحافظ بعد قول المزى فى ( تهذيب الكمال) إنه روى له مسلم فقا ل الحافظ فى التهذيب لكنه من الشواهد، وقد ترجم البخارى فى صحيحه باب التيمن فى دخول المسجد، ويستأنس بعموم حديث عائشة أن النبى صلى الله عليه وسلم « كان يحب التيمن ما استطاع فى شأنه كله : فى طهوره وترجله وتنعله » (البخارى
3- ترك الذكر عند دخول المسجد
قال النبي صلى الله عليه وسلم « إذا دخل أحدكم المسجد فليقل :اللهم افتح لى أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك » مسلم
- التهاون في أداء تحية المسجد
فقد أخرج مسلم من حديث أبى قتادة صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم قال دخلت المسجد ورسول الله جالس بين ظهراني الناس قال فجلست فقال الرسول صلى الله عليه و سلم « ما منعك أن تركع ركعتين قبل أن تجلس ؟ قال فقلت يا رسول الله رأيتك جالسا والناس جلوس ، قال فإذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين » متفق عليه
5- تخصيص مكان للإمام يصلى فيه
المحاريب شئ محدث و بدعه فى الدين والأدلة على ذلك:
ان المسجد النبوى لم يكن فيه محراب فى عهد النبى صلى الله عليه و سلم ولا فى عهد الخلفاء الراشدين
أنه لو كان أبو بكر صلى فى محراب الرسول صلى الله عليه و سلم لما رأى رسول الله صلىالله عليه و سلم إذ كشف الستر وكان هذا يوم موته صلى الله عليه و سلم
قال شيخ الإسلام بن تيمية يكره السجود فى الطاقة لأنه يشبه صنيع أهل الكتاب من حيث تخصيص الإمام بالمكان
قال الحافظ ابن حجر فى (فتح البارى) لم يكن لمسجده محراب صلى الله عليه و سلم
قال الشيخ الألبانى رحمه الله : وجملة القول أن المحراب فى المسجد ، بدعة (السلسلة
الضعيفة)