shape
shape

الاسرة و المجتمع المحيط

الاسرة و المجتمع المحيط
2024-02-25

الاسرة و المجتمع المحيط

تعدّ الأسرة اللبنة الأولى في بناء المجتمع، ويعتمد بناء المجتمع أو انهياره على بنائها أو انهيارها، فإذا انهارت فقد انهار المجتمع بأكمله، وقد حرص الإسلام على تكوين هذه اللبنة، والعناية بها عندما كان حريصاً على تكوين المجتمع، فوضع الإسلام المبادئ والقوانين التي تنظّم الأسرة، وتحافظ عليها، وأوجب على المجتمع المسلم الالتزام بها، فكلا الزوجين يدخلا مؤسسة الزواج لتحقيق مصالحٍ مشتركةٍ لكل منهما، وللمجتمع الذي يعيشان فيه، وحتى يتمتع الطرفان فيه بأواصر المودّة والمحبّة، ويعملان به على تحقيق غريزة الأبوّة

أمّا الأسرة بالنسبة للأولاد فهي البيئة الطبيعية الضرورية لوجودهم، وحصولهم على أسباب النمو العقليّ، والجسميّ، والفكريّ، والوعي الثقافيّ، وهو المكان الذي يحصلون فيه على التربية الصالحة، فقد وصف الله تعالى الزواج في القرآن الكريم بأنّه: (مِّيثَاقًا غَلِيظًا)،[١] فأصبح كلٌّ من الزوجين زوجاً بعد أن كان فرداً، ويدلّ على وصف القرآن للزواج بأنّه ميثاقٌ؛ المكانة العظيمة التي وضع الله الزواج فيها، وقد أقام الله الزواج على عدّة ركائز، منها: المودّة، والمحبّة، والرحمة، والكرامة، والعفّة، والصيانة، فقال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،[٢] فهي علاقةٌ بين الزوجين ذات سكنٍ، تهدأ فيها النفوس وتستريح، ورغّب الإسلام في الزواج، واهتمّ بحُسن اختيار كلٍّ من الزوجين للآخر، ووضع حقوقاً للزوج على الزوجة، وحقوقاً للزوجة على الزوج، ووضع كذلك حلولاً للمشاكل بينهما، وبهذا يتبين أنّ المجتمع نظر إلى الزواج نظرةً إنسانيةً، فيها من الجوانب ما تملأ حياة الأفراد بالسكينة، والطمأنينة.[٣]

يتكوّن المجتمع من مجموعةٍ من الأسر المترابطة فيما بينها، وتعتمد قوّة المجتمع على قوة الأسر المكوّنة له، وتظهر أهميّة الأسرة في المجتمع من خلال ما يأتي:[٧] تلبية الأسرة للحاجات الفطرية في كلٍّ من المرأة والرجل؛ كإشباع الرغبة الفطرية، وحاجة المرأة إلى الرجل والعكس، وإشباع جميع حاجات كلٍّ منهما. تحقيق بعض المعاني في المجتمع التي لا يُمكن لها أن تتحقّق إلّا من خلال الأسرة؛ كحفظ الأنساب، ووقاية المجتمع من الآفات والأمراض الجسمية والنفسية، وتنمية التكافل الاجتماعي. يقوم بناء الأسرة في الإسلام على أسسٍ ثابتةٍ وراسخةٍ، كالتي تثبت أنّ أصل الخلق واحدٍ، وأنّ كلاهما من منشأ واحدٍ، كما تقوم الأسرة على مبادئ العدل والمساواة بين جميع أفرادها، فكلّ فردٍ من أفراد الأسرة يلتزم بما عليه من واجباتٍ، ويحصل على ما له من الحقوق، وقد شرّع الله بعض الاحكام؛ كالوصية، والنفقة، والميراث؛ ليحقّق مبدأ التكافل الاجتماعي، والتعاون بين أفراد الأسرة.